مشاركة المرأة العسكرية في عمليات الإغاثة الإنسانية الدولية
تقوم المرأة العسكرية بقوة دفاع البحرين بواجبات إنسانية عديدة خارج حدود الوطن لمد يد العون وإغاثة المحتاجين، وهو واجب إنساني لا يخفى على قوة دفاع البحرين للحد من الظروف والمحن التي تمر بها تلك الدول، ولقوة دفاع البحرين العديد من المشاركات والإسهامات الإغاثية والإنسانية والعلاجية التي أسهمت في تأسيس جيل عسكري نسائي يستطيع أن يشارك ويمثل مملكة البحرين في جميع الظروف سواء في السلم والأمن بكل جدارة، ومن أبرزها:
-
المشاركة ضمن حملة الوعد المستمـــر في هاييتي تحت مظلة الأمم المتحدة.
في عام 2011م شاركت عناصر نسائية من الكتيبة الطبية الميدانية بالخدماتِ الطبية الملكية بقوة دفاع البحرين بكفاءة عالية في مهمة إنسانية تحت مظلة الأمم المتحدة ضمن حملة الوعد المستمر في «هاييتي» التي تعد مقصداً لمنظمات الإغاثة الدولية في أعقاب زلزال 12 يناير لعام 2010م وبالرغم من الأوضاع الأمنية غير المستقرة فيها، قام طاقم عسكري طبي بحريني من الخدمات الطبية الملكية بالسفر إلى العاصمة «بورت أوبرنس» عبر حملة «الوعد المستمر لعام 2011م» والتي تعد ثمرة من ثمرات التعاون والتنسيق العسكري بين قوة دفاع البحرين والدول الصديقة بإشراف الأمم المتحدة ضمن المهمة الإنسانية التي حملتها السفينة الأمريكية «comfort»، وهي سفينة عسكرية ضخمة للغاية من مهامها الأساسية تقديم خدمات إنسانية بشكل دوري للشعوب والبلدان المتضررة حول العالم، حيث قدم من خلالها الطاقم خدمات طبية متنوعة للشعب الهاييتي الذي يعيش أقسى درجات الفقر بسبب تدنى مستوى الخدمات العامة نتيجة الكوارث الطبيعية وازدياد أعمال العنف فيها.
وتعتبر حملة (الوعد المستمر 2011م)، وسفر الطاقم إلى جزيرة هاييتي لتقديم مساعدات علاجية طبية متنوعة للشعب الهاييتي، هي ثمرة من ثمرات التعاون والتنسيق العسكري بين قوة دفاع البحرين والدول الصديقة بإشراف الأمم المتحدة، ضمن المهمة الإنسانية (الوعد الصادق 2011م)، التي حملتها السفينة الأمريكية (comfort) وهي سفينة عسكرية ضخمة للغاية من مهامها الأساسية تقديم خدمات إنسانية بشكل دوري للشعوب والبلدان المتضررة حول العالم.
كان الطاقم الطبي البحريني يزاول مهامه الإنسانية من خلال مخيمات طبية متنقلة أنشأت لهذا الغرض، فكانت هناك خيمة للطوارئ وخيمة للانتظار، وأخرى لفرز الحالات، وثالثة خاصة للعمليات الجراحية، وخيمة لعلاج الأسنان والفكين، وغيرها من الأقسام والمرافق الخدماتية، وجميع المخيمات كانت محمية بعناصر مسلحة تابعة للأمم المتحدة، وتم استقبال العديد من الحالات الطارئة أغلبها كانت تتعلق بالكوليرا، والملاريا، والجفاف وسوء التغذية، والأمراض المزمنة كضغط الدم، والسكري، وحالات أخرى كالكسور، والفتاق وغيرها، وفيما يتعلق بالأسنان فقد تم معالجة ما يقارب (500) حالة عبر فريق طبي مكوّن من 8 أطباء أسنان من كندا، والبرازيل، والمكسيك، واستراليا، وممثلين عن منظمة الأمم المتحدة UN، وقد أتيحت لجميع الحالات خدمة العلاج المجاني، وكانت عملية التنظيم والأداء الطبي تسير وفق آلية منتظمة نظراً لمدى التعاون والتنسيق الذي أبداه زملاء المهنة في هذه المهمة الإنسانية، ولا نغفل أيضاً الدور الجوهري الذي تبذله الأمم المتحدة من ناحية إدارة المخيمات وتنظيم إجراءات العمل وتوفير المستلزمات والتجهيزات الإدارية والطبية.
وتمكن الطاقم الطبي من تقديم خدمات التشخيص والعلاج المجاني لأعداد كبيرة من المرضى تراوحت أعدادهم ما بين 700 – 1000 حالة في اليوم الواحد، أما الحالات التي يتعذر علاجها في المخيمات فيتم تحويلها إلى السفينة الحربية كمفورت المجهزة بأحدث المعدات الطبية المتطورة والتي تعتبر من أكبر السفن الحربية المعنية بتقديم خدمات إنسانية حول العالم.
2. المشاركة في مهمات إغاثة اللاجئين في البحر الأبيض المتوسط
مهمة إنسانية عظيمة أثبتت مدى بسالة وشجاعة المرأة العسكرية البحرينية من الخدمات الطبية الملكية بقوة دفاع البحرين وذلك بمشاركتها في العمليات والمهمات الإغاثية الإنسانية، حيث توجت مسيرة المرأة العسكرية بقوة دفاع البحرين بأعلى مستوى لما بذلته من جهود جبارة في نجاح عمليات الإغاثة الإنسانية للاجئين في البحر المتوسط، وذلك لرعاية القيادة الرشيدة لدور قوة دفاع البحرين لما يقوم به منتسبيها من مهمات وطنية وإنسانية نبيلة، وانطلاقاً من الروابط الإنسانية التي تجمع مملكة البحرين مع مختلف شعوب العالم شاركت عناصر نسائية عسكرية من الخدمات الطبية الملكية بقوة دفاع البحرين في عمليات مهمة سفينة الإغاثة البريطانية لمساعدة وإغاثة اللاجئين في البحر الأبيض المتوسط بالتعاون مع سلاح البحرية الملكية البريطانية في عام 2016 م، كما شاركت عناصر نسائية عسكرية من الخدمات الطبية الملكية بقوة دفاع البحرين بالتعاون والتنسيق مع القوات البحرية البريطانية في عمليات إغاثة اللاجئين في البحر الأبيض المتوسط على متن السفينة التابعة لسلاح البحرية البريطاني HMS Enterprise))، حيث كانت المشاركة في مهمة سفينة الإغاثة البريطانية ضمن عملية ((صوفيا)) لمساعدة اللاجئين في دول الاتحاد الأوربي في الفترة بين مارس ويوليو ٢٠١٧م، وكذلك في الفترة بين يونيو واغسطس ٢٠١٨م، وتأتي تلك المشاركات انطلاقاً من الروابط الإنسانية التي تجمع مملكة البحرين مع مختلف شعوب العالم.
وقد كان المشاركين في هذه المهمة من الخدمات الطبية الملكية على مستوى من الكفاءة والاستعداد لاستقبال اللاجئين وعمل الإسعاف الطبي اللازم مع القدرة على التعامل مع الحالات الطارئة التي تتطلب العناية الطبية، وقد كانت الجهود الطيبة والمتميزة التي بذلها المشاركون في هذه المهمات الإنسانية.
عملية إغاثة اللاجئين في البحر الأبيض المتوسط، والتي امتدت لمدة شهرين متتاليين على متن سفينة تابعة لسلاح البحرية البريطاني (HMS Enterprise) والتي ساهمت في علاج الكثير من اللاجئين المتضررين من جراء الأزمات والحروب إن طبيعة العمل في السفينة كان يتطلب تواجد طاقم طبي مستعداً لاستقبال اللاجئين وعمل الإسعافات الطبية اللازمة لإنقاذهم، حيث قد يبقى اللاجئين في البحر لأكثر من 12 ساعة وقد تصل إلى 24 ساعة مما يتسبب في إرهاقهم وتدهور حالتهم الصحية، وخصوصاً أن هناك العديد من الأطفال والنساء والتعامل مع الحالات الطارئة وفرز وتصنيف الحالات التي تتطلب العناية الطبية. حيث أن دعم ومشاركة مؤسسات المجتمع الدولي يساهم في رفع مستوى استجابة الدول لحل مشكلات اللاجئين النفسية والاجتماعية والمالية.