التدريب العسكري
لقد روعي عند تشكيل قوة دفاع البحرين أن تنسجم خطط وبرامج ومراحل التدريب فيها مع الإعتبارات الواقعية والحقيقية التي يواجهها الفرد في حياته العسكرية في أوقات السلم والحرب، وفي شتى الظروف الزمانية والمكانية، وفي ظل المتطلبات العسكرية الحديثة، المتطورة تكنولوجياً ومواجهة تأثيراتها المعقدة، فكان الإهتمام بالإنسان وتنمية قدراته هو محور اهتمامات القيادة العامة لقوة دفاع البحرين، والعمود الفقري لسياسة التدريب في قوة دفاع البحرين التي تركزت جنباً إلى جنب على تهيئة الضباط والأفراد، وإمدادهم بالعلوم والنظريات العسكرية، كلاً في مجال إختصاصه، والتركيز على الجانب التطبيقي العملي لما تمت دراستة نظرياً واستخدام ما يتم إدخاله من أسلحة وأجهزه ومنظومات حديثة لاستيعاب طرق إستعمالها وصيانتها وفاعليتها. إن التدريب في قوة دفاع البحرين كان ولم يزال ذا فلسفة ناضجة، يقيم تجارب الأمس، ليواكب ضرورة الحاضر، ويتحفز لإستشراف آفاق المستقبل.
إضافة إلى قيامها بتدريب قواتها في مختلف التخصصات العسكرية، والفنية، والإدارية، فإن قوة دفاع البحرين قد هيأت الفرص لأبناء الوطن من منتسبيها للإلتحاق بالدراسات الجامعية الأساسية، والعليا، كالماجستير، والدكتوراه، في مختلف التخصصات.
وتحرصُ قوةُ دفاع البحرين على كلِ ما من شأنهِ النهوضُ بالتدريب العسكري؛ ويتمُ تنفيذُ السياسةِ التدريبية في قوة دفاع البحرين من خلال المؤسسات التدريبية، وعلى رأسِها كليةُ الدفاع الوطني، والكليةُ الملكية للقيادة والأركان، وكليةُ عيسى العسكرية الملكية، ومركزُ تدريبِ قوةِ الدفاع الملكي، إضافة إلى قيامها بتدريبِ قواتِها في مختلفِ التخصصاتِ العسكرية، والفنية، والإدارية، من خلال المعاهدِ والمدارس المنتشرة في أسلحتها، ووحداتها، كما هيأتْ قوةُ دفاع البحرين الفرص لمنتسبيها للالتحاق بالدراساتِ الجامعية الأساسية، والعليا في مختلف التخصصات.
وإيماناً بأهمية التدريب في رفع مستويات الجاهزية القتالية، ودوره الأساسي في تطوير وإدخال منظومات الأسلحة والمعدات الحديثة لذلك أمتد الأهتمام بالتدريب لكل وحدة؛ من خلال المدارس العسكرية التدريبية، وأجنحة التدريب المنتشرة، في أغلب الوحدات، والتي تقوم بهذا الدور الريادي والحيوي، من أجل الارتقاء بالجاهزية القتالية والكفاءة القيادية والإدارية، كما يأتي تأسيس كلية عيسى العسكرية الملكية؛ لتكون إحدى روافد العطاء من أجل إعداد وتدريب المرشحين من الضباط الجدد، وتهيئتهم فكرياً، وعقلياً، وجسدياً، وتأهيلهم للعمل كضباط في قوة دفاع البحرين، وتزامناً مع الذكرى الثامنة والثلاثين لتأسيس قوة دفاع البحرين تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه فشمل برعايته الكريمة بتاريخ ٢٨/٢/٢٠١٦م حفل إفتتاح مبنى الكلية الملكية للقيادة والأركان والدفاع الوطني، وقد أدلى جلالة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه بكلمة في هذه المناسبة قائلاً: (لا شك إن الكلية الملكية للقيادة والأركان والدفاع الوطني ستساهم في تأهيل القيادات العسكرية؛ لتكون أقدر على تحقيق أهدافنا الوطنية بالمزيد من العلم والمعرفة، وبالدراسات التعبوية العليا، والإعداد الأكاديمي، والإتصال بعلوم العصر المختلفة ). ولقد أوجز حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه الخطوط العريضه لسياسة التدريب في قوة دفاع البحرين بقوله في إحدى المناسبات: (إذا كان الدفاع عن الوطن يتطلب سلاحاً وتدريباً، فعليكم ان تضعوا في اعتباركم ان العلم والثقافة لا ينفصلان عن العلم العسكري، وخاصة ونحن نعيش عصر التكنولوجيا المتقدمة ).
ويُعد مشروع كلية عيسى العسكرية الملكية أحد المشاريع المهمة والحيوية في قوة دفاع البحرين، حيث استمر تنفيذه مايزيد على عامين، والذي يعد من أهم واحدث الصروح التدريبية.
وقد تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه فشمل برعايته الكريمة في الخامس من فبراير ٢٠٠٩م، حفل افتتاح مبنى كلية عيسى العسكرية الملكية التي تحمل أسم المغفور له بإذن الله تعالى أمير البلاد الراحل صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفه طيب الله ثراه عرفاناً بفضله، وإدراكاً لعظيم عطائه لوطنه وشعبه وأمته، وقد تفضل حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه بتسجيل كلمة في سجل كبار زوار الكلية جاء فيها : ( إننا نؤكد إن الخدمة العسكرية واجب ديني ووطني مقدس، وشرف لا يوازية شرف ... وإن هدف قيادة القوات المسلحة دائماً هو الدفاع عن الأوطان، وهو الشرف الأسمى، والدور الرئيسي الذي تحمله رسالة كلية عيسى العسكرية الملكية، وإن أملنا لكبير في أن تؤكد هذه الكلية هذا الدور المحوري، وتنهض بمهماتها على خير وجه، وإننا إذ نسجل إعجابنا بهذا الإنجاز المتميز لنقدر جهود القائمين على الكلية، والعاملين فيها، والمنتسبين إليها ).
ومن هذا المنطلق كان الإهتمام بالتمارين القتالية الميدانية لمختلف وحدات قوة الدفاع المقاتلة والإدارية، وذلك لبناء الجندي المقاتل بالكفاءة العالية التي تؤهله لممارسة الأعمال القتالية الفعلية في ظروف العمليات الميدانيه؛ ولكي يستطيع أن يطبق ما أجادة خلال التدريب، وما أتقنه في الدراسة على أرض الواقع.
وقد كان إهتمام القيادة العامة لقوة دفاع البحرين بالتمارين القتالية والتعبوية في الوقت السلم نابعاً من قناعتها بإن هذه التمارين والتدريبات هي لتنمية قدرات وإمكانيات هذه القوات وتطورها. وليس أدل على ذلك من قول حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه : ( إن التدريب الميداني بإستخدام الذخيرة الحية يشكل أهمية بالغة للأسلحة البرية، والبحرية، والجوية، على السواء؛ لكونها لقاعدة الأساسية، والأرضية الصلبة في بناء القدرات العسكرية، ورفع المهارات القتالية ).
كذلك أهتمت القيادة العامة لقوة دفاع البحرين بالتدريبات المشتركة التي تقام سنوياً مع الأشقاء في جيوش دول مجلس التعاون الخليجي، وأعطتها جل اهتمامها، وذلك من أجل التنسيق في إطار التعاون المشترك بين هذه القوات الشقيقة، وتبادل الخبرات الميدانية، واكتساب المهارات التكتيكية، والارتقاء بمستوى الأداء القتالي، ورفع القدرات والإمكانيات بين القوات المشاركة في الميدان.
وقوة دفاع البحرين سباقة دائماً نحو تحقيق نقلات نوعية في هذا الشأن الحيوي كلما وجدت إلى ذلك سبيلاً، لا تتوانى عن تهيئة الظروف التدريبية المتقدمة المناسبة لمنتسبيها حتى يستطيعوا أن يقدموا جهوداً متميزة خلال تأدية واجبهم المقدس، وهو الدفاع عن الوطن.